الأحد، 30 أكتوبر 2011

اخر حواراتي مع سقراط الحكيم (3)


(3)
هروب .. الى دركات سفلى






(.. سلة أحلامي يحمل الكثير
فقط أحتاج ان أسلك الطريق الصحيح ..!)
ــــــــــــــــــــــ


-: هل تجدين نفسك جميله ؟
-: يتوقف على معنى الجمال التي تبحث عنه !
-: أتحدث عن العموم الجمال الظاهري والداخلي.. هل تقسين على نفسك .. هل جربتي التغزل في محاسنك
-: تغزل !!
-: لا أطلب منك تكونين نرجسية الذات ..ولكن هل تعطين لنفسك القدر من الاستحقاق
وان تقفين أمام المرأه وتبتسمين وانت تتأملين شكلك ؟
-: لا أعلم ..فـ رضائي عن نفسي حالياً منخفضاً جداً




لا اعلم متى كان أخر مرة قمت بعمل أبهج به نفسي .. أعمال بسيطه ولو تافهه
لقد انهكت نفسي بالكثير .. حتى اني نسيت متى أخر مرة تأملت فيه شكلي في المرآه
دون مايكون لأصلاح شكلي الخارجي فقط ..
أحساس اني مجرد بقايا روح متعبه , رغم اني لم اكمل 24 من عمري
كم هو بشع ان تشعر انك تهبط الى القاع ولا يوجد من يمد لك أيدي آلانتشال منه
انا مجرد خيال لما كنت عليه في الماضي .. مجرد بقايا فتاة محطمه ..





-: مالذي كنتي تبحثين في نفسك ..وتاه عنك ؟
-: أبحث عن احلامي التي فقدتها .. فما أنا لإ وسط غمرة ضياع
-: ولكن مازال في مقدورك تحقيق آحلامك ! فأنت في مقتبل عمرك وربما لم تبدأي
طريق الصعود فقط !!
-: لكن أحس بالتعب , عدم الجدوى من البحث عن الاحلام .. وكأن عجوز في الثمانين تتلبسني
-: أحساس الوهن ,خذلان النفس.. دليل على كراهيتك لنفسك ! لا شيء يستحق لتكرهي ذاتك
-: لا أكرها ..
-: ولا تحبيها
-: لا اعلم ! ربما لم اعطها القدر المستحق من المحبه
-: ماذا تحبين لكي ترفهي عن نفسك ؟




لطالما عشقت ان اقوم بأكثر الاعمال جنونيه في الماضي .. كنت حية جدا
أمتلى بالطاقه والحياه , أتنفس السعاده وجميع من أحبهم حولي
كنت أركض في بعض الاحيان حتى يكاد ينقطع انفاس من التعب ..ولكن أحساس
الهواء أثناء ركضي وهو يندفع بسرعه الى رئتي ورغم أحساس الحرقه من أندفاعه .. ثم لهيثي من التعب
..يمنحني شعور طاغي بالسعاده
كنت أهوى تأمل وجوه الناس ,,المارون هنا والغادون دون وداع منا ..فيرتسم خيالاتهم
في ذاكرتي فأختزلها رسومات في أوراقي ..كم كنت ماهرة في رسم تلك الملامح بتفاصيله
الدقيقه , حتى تكاد أرمش الأعين ان تنطق بالحياه ..
لقد زهدت هذه الحياه ..زهدت العيش فيه , و لم يعد تعني لي لإ مجرد قبراً أخر من الانتظار




-: لا أعلم .. كنت في الماضي أحب الرقص كثيراً ..احببت الرياضه و الجري خاصه
كنت احب تجربة الامور الجديده ..كاتلك المره التي جربت فيه لعبة خطره في مدينةالالعاب ..ورغم الرعب
الذي ملىء نفسي و سرعة دقات قلبي لإ أني كنت سعيدة جداً
-: ماذا حصل الان أذا! مالذي مات فيك
-: لا اعلم .. كلما غصت في حياتي أكثر ..كلما تنبهت اني عالمي ليست مجرد ساحة ترفيه كبيره
كلما علمت ان المسؤوليات الملاقاه علي تزيد كل يوم صعوبة ..





رشا !.. أختي الصغرى .. تلك النرجسة البيضاء , الهادئه , الجميله
التي لم تكمل بعد 16 من عمرها , المتفوقه دراسياً , المثالية جداً
مالذي أستحقتها كي تكون فريسة مرضها الذي يجعلها في كل مره طريحة الفراش لاسابيع
لم يكن تشخيص مرضها بالامر السهل .. فقد كان في البدأ شيء ما يصيب نخاعها العظمي يسبب أضطرابات
في انتاجها للدم ..حتى شخص مرضها انه لوكيما فقد كان عندها أضطراب في انتشار الخلايا البيضاء
..لقد بدأ معاناة التعب معها منذ العام الفائت عند تشخيصه ..تم زرع خلايا جذعيه جديده
..ثم معالجتها بالعلاج الكميائي , وكلما تحسن صحتها لأسابيع انتكست حالتها لاشهر أخر..






-: ماهو طبيعة المصاعب التي تواجهك ؟
-: أمور كثير أحمل همها , أولها مرض أختي ..مازلت صغيرة غضه ,اخاف ان استيقظ ذات
يوم وأجدها قد رحلت ..ان فكرت موتها يقتلني جداً .. انها اختي الوحيده , صديقتي المقربه , كل
ماأملك من حياتي الان , ولا اريدها ان تنتهي
-:المعاناه جزء من تكويننا البشري في هذه الحياه .. فكلما زادت تلك آلم زاد تأكدنا اننا
أحياء واننا نتشبث أكثر بالحياه ..
-: الحياة !! أي حياة تنتظر أختي المسكينه !
-: ألهذه فقدتي الامل ؟
-: لا , لا اعتقد انه بسببها , لقد كنت سعيدة جدا سابقاً , وهي فقط جزء من أحزاني
فأنا الان احصي دقائق ضحكاتي
-: ولكنك تجبرين على قتل نفسك بسبب أرتباطك بسبب أخر ! هل تجدين
في هذه عدلاً !!
-: اذا كنا لا نتشارك في معاناتنا الانسانيه ! فهل نستحق أنسانيتنا ! فما بالك اذا كانت
صلة القرابة شديدة ..
-: لا اقصد ان اكون فضاً معك ! من حقك الحزن .. الغضب .. وحتى الاحتجاج
ولكن ليس من حقك قتل روحك ..
-: روحي ! لقد مات على ما اعتقد
-: كلا لم يمت , ابحثي عنه فقط ..ستجيده , حيث تركتيه مركوناً عند آخر حزناً لك
-: بل ضاع , ولن اجده
-: ابحثي عنه في الامور الجميله التي تحبينها ..ابدئي بعمل أحتفالية لرجوع هذه الروح
-: لقد نسيت كيف ان افرح
-: فالتتدربي على الفرح أذا.. أسترخي قليلاً وأجعلي لنفسك متسعاً ليعود أليك الامل
-: وهل يعود حقاً الاشياء بعد ضياعها !
-: دام تمليك العزم على احياءه ..
-: تعبت من الحزن ..أحتاج حقاً الى راحه..والى شيء أفتقده كثيرا ً

الى سعاده ..

يتبع ..

الأحد، 23 أكتوبر 2011

اخر حواراتي مع سقراط الحكيم (2)


(2)
البحث عن مجدي الخاص 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

(اني ابحث عن خلود ..
عن مجد يستحقني )

ـــــــــــــــ




لا أرى في نفسي لإ فتاة عاديه جدا ..كلا ! اقل من عاديه ..أكاد اجزم اني أتحول لغير مرئيه
في بعض الاحيان.. كألاشباح الماره في قارعة الطريق !!
أسير ..فاتخبط في سيري ..
منذ وجودي وعند خطواتي الاولى ..لم يكن هناك من يشعرني بتميزي ..
كلا ..كان هناك والدي
ونظرات الفخر يأمله ..لاني كنت فقط .. أبنته
لقد آمن اني خلقت لإتميز ..
فسنوات من مخاض انتظاري .. ماهو دليل لإ ان سأهب للعالم شيء ما يتذكرني ..








-: ماعلاقة أمل مفقود ..بمجد أسعى أليه
أجابني سقراط -: عندما نقف في ساحة أنتظار لحياتنا البائسه ..لسبر آغوار هدفاً ما
فأنه فقط فكرة هذه الهدف.. هو فقط ما يجعلنا نسعى اليه ..
ابحثي عن هدفك في حياتك ..لماذا انت ..وماذا فعلتي لاستحقاق هذه الحياه
وقتها تستطيعين التركيز على مالذي تريده ..مالذي يجعلك حقا تتعلقين بتلك الحياه
الفكره !
ماهو تلك الامل !!
تكوين هدفاً ..ومجداً تفخرين به !








المجد !!
عندما كان يلاعبني أبي ..كان ينظر الى عيني ويقول لي : اعلم سيكون لك شأن !
كنت مجرد فتاة هزيله وكنت أكثر هدوءاً وسكوناً من أقراني ..في الحقيقة اكثر أنطوائية مما يجب
كان والدي يحب اصطحابي معه كثيراً ..قد يفيد في كسر انطوائيتي
رؤيتي لهذه العالم .. فهي اكثر جدوى من ملازمة ألعابي ودماي..
كان يصحبني الى شاطيء البحر ..مازلت أتذكر برودة تلك الايام والهواء يلفح بشده وجهي
فأحاول احتمائها بكفي الصغيرتين ..فينظر الي والدي ..ويبتسم
عليك التعود في مواجهة كل صعاب هذه الحياة أبنتي _ كان يحدثني أبي _ فالاختباء والهروب
هي سمة الضعفاء فقط ..واجهي قدرك ..بثي القوه في داخل نفسك الطريه
عليك التعلم ان لا تتنازلين عن ماهو لك أبدا ..وان تتعلمين ان كل ضعيف له في مقابله
قوي ينتظر أنكساره ليثب فوقه ويأكله ! نحن في عالم مخيف الان يـ أمل !
وعليك التعلم لإ تؤكلي ..ولإ تكوني وجبة شخص ينتظر أنكسارك ..
ولكن لن أقلق عليك ,.. أعلم انه خلف تلك الهدوء يقبع ذكاءاً كامن ..أعلم بوجوده








-: لماذا هذه الصمت ؟
-: لا شيء ! أبحث عن الفكره !
-: هل ترين في نفسك جميله !
-: عفواً !!
-: هل تحبين نفسك !! هل تجدين نفسك جميله
-: ولكن ماعلاقة هذه بالامر !
-: لها كل العلاقه .. فكلما زاد ثقتنا في انفسنا ..زاد نجاحنا في بلوغ آمالنا
فأنت اذا أحببتي نفسك ..و وهبتيها المحبه المستحقه ..ستهب لك قدرك من النجاح
لا تتوقعي ان تسعين لمجداً طالما قللتي من شأن نفسك !
-: لا أقللها
-: ولا تحفزينها ايضا ً..أنظري ..هناك انواع من البشر تعودت على جلد الذات
وكأنهم بسباق مع تكفير لذنوب لم يرتكبوه ..يحاولون بلوغ الكمال
في ألم ! يجدون هذه النوعية من السادية على أنفسهم تحرر لهم ..وان كان في الحقيقه قهر لهم وقتل لانفسهم
-: وربما ليست جلداً للذات بأكثر ما هي تحذير أنفسهم عن حماقات قد يرتكبوه
-: وأي حماقات قد تحدث ! خوض مغامرة مجنونه ..البحث عن الحقيقة
المعرفه لما وجدوا على الارض ..وماهو دورهم فيها !
تجربة أمر قد تغير من حياتهم للابد ..وقد يصلون الى أستحقاق الخلود عند الذكر !
-:لكن ليس الكل لديهم هذه الرغبه في البلوغ لها ..
-: وهنا يجب البحث داخل أنفسنا ..هل حقا انا مستعد ان اعيش حياتي بمنظور أخر غير التي أعتدت عليه
تمكني من بلوغ هدفي ..الفكره !
-:قد نحقق الفكره بأي طريقة كانت ..ولا داعي لاعمال بطوليه ,فليس كل الناس خلقوا أبطالاً
-: بالضبط ! ليس كل البشر خلقوا أبطالا ..ولكن من يحدد ان كنت من يستحق ان يكون بطل ..او انك شخص عادي من بقية كل الناس !!
-: ماذا !!
-: البحث عن دواخلنا ..النظر الى مرأة لانفسنا ..هل نستحق هذه التكريم
-: لكن كيف نعرف ؟
-: لن نعرف أذا لم نسعى لها .. هؤلاء أشخاص قبعوا في خانة المجهولين ..الى ان قلبوا حياتهم في يوم ما
فقط لانهم طلبوا لهذه السعي لهذه تميز..
-: أذا كل من سعى في سبيل مجده حاز على هدفه
-:نعم ..كل من يسعى الى مجده ! ولكن يختلف نظرات الناس لتقيم هذه الاعمال او البطولات..
-: كيف !
-: على سبيل المثال .. أودلف هتلر ..الزعيم النازي ..وأحد أشهر زعماء مروا على الانسانيه
رغم سعيه لتحقيق مجده ..أرتكب الاخطاء وسار في الطريق الخاطي .. وجعل منه مجرد مجرم أكثر من
من كونه بطل , على الاقل بطل في عيون محبيه , مجرم في عيون العالم ..ورغم أختيار من مجلة
تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر الأثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين..لإ ان أختياره كان
في سبيل التأثير المباشر على الناس ..وبالطبع لم يعرجوا على القيم الاخلاقيه لديه..
-: ومافائدة السعي أذا سنحسب حساب لآراء الناس في معتقداتنا وآهواءنا
-:ليس عليك ان تحسبي حسابهم .. ولكن نحسب حساب النظره الاخلاقيه التي ستجله التاريخ لك ..فالتاريخ
في نهاية الامر تبرز ماكان عليه منتصرون ,ومن ضمنها نواحيهم الاخلاقيه ..التي ستحدد اما انك تستحقين
مجد البطوله , او الركون في خانة السيئيين
-: اذا التاريخ هو من يحدد طبيعة مجدي , او الناس , او أنا !؟
-: النظره ستختلف من تاريخ مدون الى آراء بشر وحتى النظره الشخصيه لنفسك ! ويجب ان تختلف فهذه
طبيعة الامور التي تحدده تقافة المجتمعات ..
لانخذ بسبيل مثال , تشي جيفارا ! والتي للمناسبه (تشي)هو لقبه وليس اسمه والتي تعني الرفيق أما اسمه
كان ارنستو, هذه الثائر ذي الاصول الارجنتينيه الذي أستسقى جميع التعاليم الاشتراكيه الماركسيه وسعى
حقاً لمجداً في تحرير كوبا مع رفاقه ..ثم ما تلى من مناصب تقلدها وحركات ثوريه حاول القيام بها , ينظر
شباب العالم اليه كارمز للثوره والحريه و العز والكرامه ..بينما التاريخ تسجل له وقائع تحوله الى سفاح
أكثر ماهو بطلا ً, فقد عرف عنه انه كان عنيفا وحاد الطباع ويسيء معاملة الجميع. ولأسوء من ذلك أن
جيفارا كان يقتل، أو يأمر بالقتل، بمنتهي السهولة وكأنه يشرب كوبا من الماء! فهو القائل انه كان يقتل للشك
فقط .. عجز عن كسب محبة المواطنين الكوبيين الذين يجدونه مختلفا عنهم فقد كان متعجرفاً غامضاً
بل انه دخل التاريخ باعتباره أكبر قاتل جزار للثورة الكوبية ..
هل تعلمين اين السخريه القدر في الموضوع !! ان من حوله لرمز هم أعداءه !
فقد كان رمز الثوره ضد الامبرياليه الرأسماليه ..فستغل من قبل الرأسماليون أنفسهم للربح,
فطبع صوره على القمصان والقبعات وميداليات ..وروجت له هوليوود في أفلامها بأعتباره عظيما..
و أعدءه الذين لطالما حارب فكرهم وسياستهم ..حولته الى بطل أسطوري يقتدى به شباب العالم الحديث ..
-:أذا لا وجود لابطال في الواقع ..لا وجود من يستحقون الخلود
-: كلا يوجد , والذي يحدد درجة هذه البطوله مدى أعجاب الافراد بهم ..ومدى القدره على طمس الحقائق
وأظهار مايردون ان يروج عنهم ! فالعالم بحاجة الى أيقونة لتسير على أثرها ..وأذا لم يوجد الايقونه المناسبه
أختلقوا لهم أيقونتهم الخاصه ..
-:وهل البطوله يكمن في الدماء والقتل !؟
-: لو كان يكمن في الدماء والقتل , لما خلد المهاتما غاندي ..وهو الذي روج للطرق السلميه في أنتزاع
النصر , فهو يقول: ( ان العين بالعين تجعل العالم بأكمله أعمى !)
-: ولكن مازلت لا أفهم ! ماعلاقتي بهم , فهؤلاء سيبقون عظماء مهما كانوا سيئيين او جيدين , ولا اعتقد
سأقترب من بلوغ مجدهم ..
-: لهذه يجب تحفيز نفسك الداخلي.. البحث ان كنت انسانه مميزه حقاً , او مجرد رقم في تعداد الاناس
العاديون
-: وهل بالطريقة هذه سأصل الى لأمل !؟
-: يتوقف على أجابتك التي لم تجيبي عليه عندما سألتك !
-: أي سؤال !؟
-:هل تجدين نفسك جميله ؟؟




يتبع..


الجمعة، 29 يوليو 2011

اخر حواراتي مع سقراط الحكيم (1)




اول البعث (1)




( عندما تبتدأ الحياة مع شروق شمس أخر..
أحساس رائع تشعرها انك حي ..مجدد !!)

ــــــــــــــــــــــــــ


لا تبدو عالمنا حقا بهذه الصغر !
استطرد سقراط..
ولكن فضاءات التكولونجيا المذهل !! استطاع ان يجمعنا ..بينما انا في الغرب
وانت هناك تحدثينني من الشرق !
لم اكن اصغ جيدا لكلامه ..بل الاصح لم اكن أعي كثيرا ماكان يكتبه لي
طريقة حوارنا الوحيد ..عن طريق المحادثه النتيه ..وكما قال !!
يالها من تكولونجيا مذهله ..
في حقيقة الامر ..لم يكن يدعى سقراط بمعرفه النتي ..انا من ادعوه بهذه الاسم
حتى هو لا يعلم بذلك !! دعوته بها..
فـ حكمته وغزارة معرفته ..ولفلسفته وحتى حديثه في المنطق.. ابهرتني حد الوصل ان اعتقد ان سقراط أُحيي من جديد بيننا !!
حقيقه !! لا اعلم ماجذبني اليه .. او أي صدفة اوقعني أليه
وأذا كان هو صادفني ..او انا صادفته ..
لست من تلك الاشخاص الذين تجذبهم المواقع التي تهتم بجوانب الفكريه ..بل اني طالما رأيتها مجرد ثرثرات ممله تتخللها حوارات سقيمه لا تنتهي ..
ولكن في احد المواضيع التي شدتني ..وجدته اول الامر ..كم كان يبدو هادئاً
لا يهتم باسأت الاخر له ..غامضا ..له طابعا خاص غريب بعض الشيء!!
تجعله جذاب بطريقة ما ! ..ملفته !!
اصبحت ابحث عما يكتبه .. سواء من مواضيع او ردود لحوارته
لم اعلم الطريقة المثلى للتقرب منه ..وطالما كنت تلك الفتاة الحالمه التي تحلم بالامور وتعايشهاحتى قبل ان تتجسد الى واقعاً ..
استمر وجودي هناك لإجله .. ومازلت ابحث بين حروفه وكأني اغذي الروح به
كم كنت عطشى !!
لإ ان قرار ترك جميع هذه الهرطقات وانه عليه الالتفات جدياً الى دراسته _فهو طالب درسات عليا _ ولم يبتعث كي يقضيها ساعات تلو الساعات .. عبثاً .. وترك ماأتى لاجله ..
وعلى استحياء طلبت بريده الاكتروني ..وبسعادة قبل اضافتي
وهذا أنا !! ومن منذ تلك الوقت نخوض في تلك الجدلات ..
في الحقيقه لم يكن لي فكري الخاص ..بل لم يكن لي أي فكر انتهجه .. بكل بساطه كنت أسير كما سار به أفراد مجتمعي
ولإ الان !
اختلف وضعي ..
مع اول تعارف بيننا ..واول محادثه ..
سألني سقراط : ماأسمك ؟


.
هل أحسستم بيوم ما ..انكم تحملون أسماً لا يخصكم !!
اسماً طالما عشتم معه ..ولكن تبدوا غريبة عليكم
كنت من هؤلاء الاشخاص .. ماأن اقف امام المرآة ..حتى احسست انها لا تمثلني
لست انا ..ليست في شكلي الخارجي ..ليست في تكوين شخصيتي
كم جربت ان انسلخ من هذه الاسم ..
لكن هيهات !! والدي من أختار لي هذه الاسم ..وكم اعتقد انه يبعثل (الامل ) في حياة اجمل ..
كما كان يقول .. انتظرت أملاً ..فجأت أمل !
كنت انتظار والدي طال سبع عشر عاما !! ..وانجابي الذي انتظروه



.
أجبته -: اسمي أمل
-:جميل اسمك امل
-:امممم
-:لا يعجبك !!
-:لآ !!
-: حقا !! اجده جميل ..بل جميل جدا
-: لا اعتقد انه يمثلني ..بل لا اجد انها ثشبهني
اشعر انه يخص فتاة غير .. فتاة لا تشبني
-: لماذا
-:لا اعلم ..احساس بالضعف احمله !! عند منادتي بهذه الاسم
-: وكيف هذه !
-: كما اخبرتك .. احسه لا تمثلني ..

فأنا لست الامل التي طالما انتظروه !!


.
توفي والدي ولم اكمل العاشره من عمري ..تاركاً امي واختاً اخرى صغيره
كم عانت امي الكثير لتربيتنا ..في مجتمع ذكوري بحت ..عانت حقا الكثير
كنت اسمعها تهمس في أذن خالتي .. كم تمنيتها ان تكون صبياً!! لحمل الان عبئاً كبير علي
كم حاولت التمرد كثير في مراهقتي ..محاولت أثابت لوالدتي اني لست تلك الفتاة الضعيفه ..واني قادره على حمل أعباء الحياة معها ..



.
-: وماهو الامل اذا !! اذا كان أحلامنا مجرد أوهام نعلقها ..لا نستطيع تحقيقها
-: الامل في امور نحبها .. امور نعيش لاجلها ..لا أجد هذه أمور ..أكد اجزم اني ميته منذ زمناً بعيد
-: تحتاجين الى بعثاً جديد ..
-: وكيف ابعث أمل !
-: أمل !! والامل وما جمعها لإ آمال ..اذا اصنعي مجدك الخاص أخلقي لنفسك ذلك البعث ..
-: لا ارى في نفسي استحق مجدي الخاص !
-: نحن من نصنع المجد لاسمائنا.. وليست العكس
-: لكن هناك اشخاص ولدوا وأستحقوا ان يكون لهم مجدهم ولو حملوها بأسامهم
-: هراء !!
-: ولكن !
-: هل سمعتي بتوت غنخ آمون !
-: الفرعون المصري !! ومن لم يسمع به
-: كيف استطاع صنع مجده الخاص
-: لا أعلم ! ربما كان قائد فذ .. حاكم جبار .. باني حضارة عظيم !! لا اعلم حقا .. ربما
-: كلا !! لم يكن أي شيء مما ذكرتيه !!
-: اذا ماسبب مجده !
-: اسمه !! اسمه لا غير ..فهو حاكم فرعوني صغير استلم الحكم طفل ..ومات طفلاً لا يتعدى السابعة عشر ..في الحقيقه ليس له أي اعمال يذكر او انجاز يفخر
-: اذا اين مجده !! ولماذ حفظ اسمه
-: لم يحفظ أسمه لإ لانه كان قبره القبر الفرعوني الوحيد الذي احتفظ بالكنوز الملكيه كاملا .. فلم تمسه أيدي لصوص المقابر ..فحفظ كنوزه وآثاره وأصبحت مادة غنيه لدارسي الآثار والتاريخ لتلك الحقبه
-: فقط !! هذه فقط شهرة
-: أرايتي !! اسمه لم يصنع له مجداً ..رغم شهرته ..ولن يخلده بطلاً كالاسكندر او نبوخذ نصراو غيرهم
من عصر الابطال
-: هل حقا ترى استحق مجدي الخاص !
-: كلاً منا يستحق مجده !! ..ليست مجرد أعملاً عظيمه نقوم بها .. قد يكون حتى في أتفه الامور
-: هل يبنى المجد من تفاهه !!
-: التفاهه في وقتها ..لا في تقيمها كاعملاً عظيما لاحقاً
-:ومن يقيم هذه الاعمال
-: البشر.. الزمن ..المكان.. طلما كان تمجيد الملوك اختصاص الروائيين الذين يحفظون الاخبار ..ومنهم من نقش مجده في الصخور وصروح ..ومنهم من حفظها في الكتب وأخريين تغنت به القصائد .. وطبعا لا ننسى .. بعض الجنون !
-: الجنون !!
-: مجنون ليلى ! وأشعاره الخالده ..خلدته جنون قيس..مجداً من كأس جنون
-: لكن من خلد الاخر !! ليلى خلدت قيس ! ام قيساً خلد ليلى !!
-: رائع !! بدأتي تجيدين الفلسفة حقا ,,
ولان ابحث في داخلك ..كيف الطريقه المثلى للخلود
-: الخلود !
-: بالطبع الخلود .. فأي مجدا مستحق ليس له لإ الخلود ..حتى الاساطير خلد بمجد ابطالها
-: لكننا لسنا بأساطير !
-: وحتى الاساطير لم تكن لإ شخوص عادية .. رفضوا العيش كأناس عاديون ..وساروا في طريق امجادهم
فـ أخيليس (أخيل) البطل الاغريقي مات وهو يبحث عن مجده ..
-: هل يستحق المجد كل هذه التضحيه ! ان اموت لاجل !
من يحدد درجات هذه التضحيه؟
-: من يحددها آهواء الناس .. ومدى تقبلهم ان يكونوا ..اي درجات العظمه يردوا التدرج تحته
-: اذا !!!
-: اذا ؟؟
-: ماعلاقة المجد ..ببحثي عن امل مفقود ؟؟

..

يتبع

الأحد، 24 يوليو 2011

ثرثرات صامته .. (11)





تنسكب اليأس..داخل حزن
ذلك العهد القديم ...لم تبتل بدموعي بعد !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




اصبحت ساعاتي محصوره
بين ما سأجدها هناك ..في بقايا رسائلك
لم اعد اعرف طعم النوم ..
تباً..
لقد حرمتها مني ..
تلك الامان ..التي اختفت فجأه ظهورك
احاول التسلي ..بتلك الملامح..
وأوقد تلك الشموع..
فتتراقص ظلالها..
ولم يبقى في قلبي غير شهقه واحده
-أمازال يذكرني
..
اتصفح اخر كتاباته
لقد تلطخت بسواد يأسه
يرفرف موتاً ..فوق أحرفه
يحكيها حزناً
لم أرى دموعه ..
ولكني تمنيت لمسه ..
اسمع انين صادر من صدره
فأجفل فجأه !
..
لم يكن سوى حلم أخر


أنتهى 

,

ثرثرات صامته .. (10)




اختنق ..!!
يالهذه الشعور مؤلم عند التنفس’’

ــــــــــــ




امتزجت ايامي القليله ..بكثير من الفرح
يالاحتفاليه قلب !!
كم أطربت سعاده ..
تقول صديقتي :
دعك منه ..مجرد وهم لا حقيقه !
(يالغيرتها ..ستقتلها لا محال !!)
والان..
بدأت اكثر الامور جمالاً..اكثر وضوحاً
أما زلت اراوغ تلك النفس !!
..
عندما كان يهمسها لي : بالحق احبك
يآلهي !
كم كانت لتحلق بي لسموات
مالها اليوم تخنقني !!
تكبل انفاسي
..
احاول ان انفث عني تلك النظره السوداويه ..التي طالما حملتها عن الرجال
(لا تثقي بهم ..ليس هناك من يستحقك ايتها المسكينه !)
/
تعود صديقتي للسؤال ..
ماذا اجيبتي صاحبك !
نظرت اليها غير مباليه بها ..
لا شيء !!
لم اجبه بشيء !!
كان قد اسألني ..مالذي اعتقده بمقدار عشقه لي
ولم اجد جواباً لذلك ..
فأنا الى الان ..اجهله !!

يتبع ..

ثرثرات صامته .. (9)





دعني اغرفها ذلك السُكْر..
قد ارتشفت الجنون حين عرفتك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



حقا لا اعلم ان كنت عرفتني
او أستمعت الى اعمق اسراري ..
كانت مجرد أحاديث مبعثره..اقطع به الوقت ..
لا أريد ان تنتهي ساعاتي معك ..
مجرد دقائق اخرى ..وتكمل نشوه سعادتي
هل تعلم من انا!
او من اي ألم قد خُلقت !!
تتصفح عيناي ..كم يسكنها الأسرار
تعيد علي تسأولك ..الذي هربت منه
(هل تعلمين ..كم من المقدار ..اذبتيني فيه عشقاً!!)
اعيد الهرب من جديد ..
كم هو مرعب ذلك الشعور الذي أمتلاء فجأة قلبي
وذلك الدفيء الذي يلامس اطراف اصابعي ..
كم أحلق عالياً !!
ألمس سموات دنيا..رأيها قد احتضنت روحي ..
فأعود ..وأسترجع واقعي
_ هل تعلمين كم من المقدار ..اذبتيني فيه عشقا!!


يتبع 

ثرثرات صامته .. (8)





هل احسست ..بتلك الرعشة في صوتي
عند اول لقاء..
ضم القلوب..
في لحظة ..عند تلك النظره
وقف العالم عن الدوران

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





تعساً لنا !!
لإ نعرف الفرح ..
لما نحملها ذنوباً..
لماً نرجم ارواحنا ..
لما ..
اموت !
..
كم غرفت من لك العشق 
وانا ارتجف ..
لماذا !
هل لاني أخطأت ..كلا لم اخطأ !
بل ..
دنست تلك الاحلام ..
..
لما احس بالخوف
وانت معي ..وكلك لي..
لا ..
بل بعضاً منك !
..
سأدفنها تلك الافكار ..
سأردمها في قعر البئر
سأسكنها ابعد الاوطان 
وسأكون بخير !
اجل ..
لا شيء سيقتلني !

..
تباً لي ..مأضعف قلبي 


يتبع ..







ثرثرات صامته .. (7)





لقد قررت ان احبه بـ (بذخ)
فالحياة لاتستحق الانتظار

..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



صديقتي العزيزه !!
سامحيني ..
اعلم مالذي ستقوليه ..
لهذه فضلت الهرب عن عينيك
حتى لا افضح خوفي اكثر !
..
لا أريد ان أجري أكثر

ان أهرب اكثر ..ان لا أستفيق ابداً
أريد ان أبدأ بالشعور ان يغمرني ..ان يتجلى ذاك الحلم قلبي
ان يتلبسني كاشيطاناً يريد بي المس ..
..
سامحيني صديقتي ..سأهب له حياتي
رغم قصر معرفتي به !
ورغم وصفك لجنون احلامي ..

سامحيني ..



يتبع ..

ثرثرات صامته .. (6)






دعني اغفو
اسرح الى تلك الاحلام
التي هجرتها منذ ان عرفتك!
وعرفت الطعم لتلك الحزن!
ــــــــــــ







لا أختلق تلك الاحاديث
ولا اعلم بسحر الاشعار
ولكني بدأت بخربشات أرسمها في كل ماتقع عليها يداي
تقول صديقتي :
كم انت مجنونه !
كلا لست بمجنونه ! انت اجتزتي مرحله الجنون بأزماناً عده 
كم هي مسكينه صديقتي 
لا تعلم ماذا يفوتها 
ولا تعلم تلك اللذه التي اتجرع مرارتها وانا انظر الى بقايا كلماتك
كم اسكب الدمع حتى لتأتي فتنهرني وتهزأ به : لا تسلمي قلبك !
كم هي مسكينه !
لا تعلم بأمري شيء..لا تعلم اني سلمت عقلي لك منذ اول الدهر !

..
يتبع ..

ثرثرات صامته .. (5)





لقد وعدت نفسي (ذات مساء)..
لن ابكي عليك..
..

لقد اخلفت ..في وعدي
..
ــــــــــــــ





ايها الغريب !
أما مللت عبثاً بي ..
أتزخرف لي الكلمات
لما !
من أنت ؟
ومن اي مجهولاً اتيت!
هل راقت لك عذريه قلبي
فأتيت لتسفك دمائي غدرا!
كلا ايها الحلم ..
اعتذر منك !
مازالت اريد معرفتك اكثر
من انت ايها الغريب
ولما قلبت لي عالماً وردي كنت أعيشه
هل مازلت تسمعني ..
سأرسل حروفي لك الان ..
هل سوف يأتي جوابك لي يوماً ما ..

يتبع ..

الأربعاء، 20 يوليو 2011

ثرثرات صامته .. (4)



لقد سرحت اليوم طويلا
لما لا!
وقد اختطفت الدم من قلبي!!
وجعلتني في غمرت ضياعي
..اجدك هنا
في انفاسي ..وحرقة دموعي 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ





لا أعلم لما يسكنني الضياع
منذ ان تلاقت أعيننا
احاول ان اتسلى بحديث صديقتي
ولكن هيهات ..قد خطفتني لعالم السحري
حيث لا وجود لمفترق الطرقات
اياً كنت ..ياهذه !
ألم تكف من مزاحك معي !!
مازلت صديقتي تحكي
ومازلت اهز لها رأسي .. مدعيه الانصات
اغلق عيناي ..
كم هو مثير ان أحلم بك
كم هو مثير كلماتك لي
هل اخبر صديقتي به !
ربما تغار ..
ربما ترجم هذه الحب!
اعلم بها ..
قد تفعل لوأد هذه الحلم !
/
كلا ليس الان
ليس هذه الوقت ..
سأعود الان ..ولادعاء الانصات لها

..


يتبع ..

ثرثرات صامته .. (3)

ذات شتاء
توقف عقارب الساعه عن الحراك 
كانت لحظة خفق فيه قلبي لاول مره 
و منذ زمن 
لم يعدعقارب الساعة تتوقف ثانيه..
..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




هل هو ماكانوا يحدثوني عنه !!
ارهف بسمعي .. عله يصلني حديثه اكثر 
فأغمض عيناي ..كم هو ساحر 
كم لحديثه تلك الطغيان بالحب!


..
لا لم يكن حباً!!
كان نوع من الشوق !
ام كان حباً!!
ارهف سمعي اكثر له ..قد يقولها ..احبك 




..
صأصمت الان !!
لم انتهي !



يتبع..

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

ثرثرات صامته .. (2)


خيوط من نور ..انسجها كل يوم 
انتظر لـ(ظل ) ترشدني اليك ..
ربما ..رحيل اخر ..بعيد 
::


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ






اسرع خطاي..
فلا شيء يمنعني عن قدري
لا اعلم ماهو ..ولا اعلم بالمكتوب
فهي مجرد تكهنات خاطفه من زمني
هل ساقابله يوماً ما !
.
.
كل ما يهمني من امر .. انني اعيش حياتي الطفوليه الطابع
ان احلم مثل الجميع ..اعشق حلمي مثل الجميع
استنشق عطره ..ادفن رأسي في صدره
مجرد احلاماً اخرى ..
اقصها لصديقتي .. فتصغي إلي ..في شعوراً طاغي بالذه
كم كانت مجنونه احلامنا
..


يتبع..

ثرثرات صامته .. (1)



ارجفت قلبي
 !
 لا أعلم ..قد احسست بتلك الخفقه ..أول الامر
عندما سرى دماء قلبي ..ولاول الامر!كم كان شعوراَ دافاً..
كم احسست بالنشوه
!
ــــــــــــ









كنت مجرد وميض لحظات تمر امام عيني 
بدايه الاقصوصه..
مع تساقط لاشعه نهار دافيء ..
لم تكن تشبه لخصلات شعري اصطبغت بالاحمر الناري
كانت بدايه حافله ..ليوم اخرى ممله !
كم تبدو حياتي جدا ساكنه ..


يتبع..






الجمعة، 4 مارس 2011

عندما حدثتني ..ذات يوم ..



عندما بدأ بكتابتها ..لم يكن لها فكره معينه..او احداث مبهره..مجرد توثيق للاحداث الصغيره ..احاديث جانبيه لا تعني للبعض..ولكنها بقيت في
ذاكرتي
::::
عندما كانت جدتي تحكي عن الاشرار.. برموز غامضه لم افهمها حينها ..كنت مازلت طفله لا تعي في دنياها غير صخب لعبها ..وتسابق اقرانها الى الارجوحه الوحيده في المكان
ينتشي المكان براحة قهوتها ..كم هو زكي تلك الرائحه العتيقه..وبهجه عينها وهي تمسك بسبحتها المنظومه بشكل بالي..
تفوح برائحة بخورها ..فيسكن عقلي للحظات ..احب الجلوس بجانبها ..واستمرارها في كلماتها العتيقه التي لا تفارق لسانها..وكأن الحكمه فجاء أختزل تلك الكلمات..
(اللهم ارزقنا الستر)!..لم تطلب الكثير
مايجود فهمها في معاني الستر..مايكفي حاجاتها عن طلب الناس
.. ماتجعلها سعيده في قناعه تكفيها
..
كانت تتحدث الي جدتي..فلم افهم كلماتها ..
لا أعلم لما تصر تخاطبني بطريقه يفوق عمري..وكانها تريد تحفيز عقلي الى ان افكر ..فترفض سكوتي عند عدم وجود اي جواب لسؤالها ..
عندما بدأت بخطابها معي..وقد بدأ نور الشمس في المغيب ..كانت المكان يبدوا اكثر سكوناً من المعتاد .. بينما كانت تمسك برأسي..ثم ترجع بالمسح على شعري..
للحظات احسست برهبه..أردت الهرب
الى حيث اخوتي يلعبون..لا اريد الجلوس معها هنا ..كانت تتحدث معي..ولا افقه حديثها !
ولا اعلم لما تعمدت الى تلك الالغاز في حديثها معي !
/
كنت أتأمل صوره قديمه مهترأه..قد ظهر فيه شبح ظلال لامرأة عجوز ..وقد جلست تحت الشجره السدر الكبيره ..واضعه يداها مفرودتان على فخذيها ..وقد لف شعاع الشمس وجهها..فسطع بنوره..ابتسامه كان في عيناها
..
رحمك الله.. افتقد رائحه قهوتك .. واغصان الريحان