عندما بدأ بكتابتها ..لم يكن لها فكره معينه..او احداث مبهره..مجرد توثيق للاحداث الصغيره ..احاديث جانبيه لا تعني للبعض..ولكنها بقيت في
ذاكرتي
::::
عندما كانت جدتي تحكي عن الاشرار.. برموز غامضه لم افهمها حينها ..كنت مازلت طفله لا تعي في دنياها غير صخب لعبها ..وتسابق اقرانها الى الارجوحه الوحيده في المكان
ينتشي المكان براحة قهوتها ..كم هو زكي تلك الرائحه العتيقه..وبهجه عينها وهي تمسك بسبحتها المنظومه بشكل بالي..
تفوح برائحة بخورها ..فيسكن عقلي للحظات ..احب الجلوس بجانبها ..واستمرارها في كلماتها العتيقه التي لا تفارق لسانها..وكأن الحكمه فجاء أختزل تلك الكلمات..
(اللهم ارزقنا الستر)!..لم تطلب الكثير
مايجود فهمها في معاني الستر..مايكفي حاجاتها عن طلب الناس
.. ماتجعلها سعيده في قناعه تكفيها
..
كانت تتحدث الي جدتي..فلم افهم كلماتها ..
لا أعلم لما تصر تخاطبني بطريقه يفوق عمري..وكانها تريد تحفيز عقلي الى ان افكر ..فترفض سكوتي عند عدم وجود اي جواب لسؤالها ..
عندما بدأت بخطابها معي..وقد بدأ نور الشمس في المغيب ..كانت المكان يبدوا اكثر سكوناً من المعتاد .. بينما كانت تمسك برأسي..ثم ترجع بالمسح على شعري..
للحظات احسست برهبه..أردت الهرب
الى حيث اخوتي يلعبون..لا اريد الجلوس معها هنا ..كانت تتحدث معي..ولا افقه حديثها !
ولا اعلم لما تعمدت الى تلك الالغاز في حديثها معي !
/
كنت أتأمل صوره قديمه مهترأه..قد ظهر فيه شبح ظلال لامرأة عجوز ..وقد جلست تحت الشجره السدر الكبيره ..واضعه يداها مفرودتان على فخذيها ..وقد لف شعاع الشمس وجهها..فسطع بنوره..ابتسامه كان في عيناها
..
رحمك الله.. افتقد رائحه قهوتك .. واغصان الريحان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق