الاثنين، 23 يناير 2012

اخر حواراتي مع سقراط الحكيم (4)

(4)
هبــوط ..صعود !ّ







(سأنتصر .. لن يقتلني يأس )
ـــــــــــــ



سألني سقراط -: أذا ماهي السعاده التي تبحثين عنها ؟



كنت قد قرأت في أحد المرات أن السعادة يجب أن يسعى لها ..
السعي !!
هي لا تأتي وحدها ..بل يجب ان تبحث عنه
هذه هي (حقيقة ) يجب نسلم بها ..
كنت في السابق سعيدة ..أو اعتقد مررت بتجربة السعاده ..
الان .. أنا تشاؤميه أكثر , كأن لعنات الشياطين تنصب علي..
من سوف يسألني عن السعاده ..سأقول له مجرد أساطير الاولين !
.. كذبه أختلقت لإيهام الناس وأعطاهم النظره التفاؤليه لحياتهم
السعاده !!
تلك الجمال الرائع.. كا انثى هبطت من لوحة رسام ملهم
خلق الكمال في شكلها, تكاد تعانق اعنان السماء
فهي كالخيال !!
لا وجود لها ..او كا فقاعة ملونة جميله ...
سريعة التلاشيء قبل حتى محاولة لمسها !!
السعاده ..
ايقونة ..اختزل الروعة في داخلها ...وخيال ..صعب جدا
جداً..
..الحصول عليها !!




-: ماهي السعاده التي تبحثين عنها ؟
-: السعاده !! كانت في صغري حصولي على قطعة حلوى ..
في ركوب أرجوحتي المنتصبه خلف فناء منزلنا ,
في مشاطرة صديقاتي ضحكات والالعاب..
-: والان !
-: تبدو لي الان ان تلك الاحاسيس زائفه , واننا نخلق لانفسنا وهم السعاده
لنستطيع التعايش مع مر تعاسة حياتنا !
-: ولما جعلتي البشر جميعهم تعساء!! لآ يوجد في رأيك من يعيش السعاده ؟
-: وهل تؤمن حقاً بوجود سعداء بيننا الان !
-:السعاده مرادف لما يشعر به المرء بعد ان حقق لجميع طموحاته ونجاحاته ..قطف تلك الانتصار والشعور الغامر التي ينتابه ..انه أقصى طموح لنا ان نذوق تلك الطعم لنتنعم بحلاوة تلك النجاح ..انه احساس مترف الشعور ..طاغي اللذه ..انه نعيم تجسدت في تلك معنى ..
-: ولكن من يحكم القيمة الفعليه للسعاده ..كيف نعلم اذا كنا سعداء حقا !!
-: تحكمها عما تبحثين عنه ..عما فقدته ثم وجدته فجاء ..عن الامور التي تنقصنا ثم استطعنا ايجادها
ان السعاده لا تكتمل لدى شخص لإ اذا علم انه أكمل ماينقصه ..انه نعمة جسد سليم لدى معاق ..انه نعمة صحه لدى مريض .. ان كنوز الدنيا لن ترسم سعاده في وجه عجوز هرم انهكه تعب ..
وصحة الابدان لن تريح بال الفقير اتعبه الجوع ..
والمغترب لن تغنيه نجاحته بلحظات قليله يمشي فيها مجددا في أرض وطنه ..والمكافح في وطنه لن يسعد حتى يشعر بتقدير واحتواء وطنه له ..
وحتى .. مغمورة بالحزن ..فقط البحث قليلا وسيجد السبيل الحقيقي للسعاده
-: لا أعتقد سيجدها .. لانه ببساطه لم تعد موجوده ..
-: أيمانك بها لا تتعدى لإ التصديق بما تريه أمامك ..وطالما كانت غير موجوده فلن تؤمني به
ولكن بذلك لجهداً حقاً .. قد ترينه متمثلاً امامك ..سواء بنجاح..بأمل .. بفرح ..كل مافقدته ستجيده
وستكون هو مثابة السعاده التي تاه عنك ..




مابين هموم وأثقال أحمالها ..
بين مرض أختي الوحيد التي يبدو لا أملاً في شفاءه ..
وبين فقدان معنى جمال في حياة كنت أعيشها ..وكفاحي المستمر لآثبات ذاتي
ثم ذلك القلب ..
قلبي الذي طالما كان ينبض نوع أخر من الحياة ..لذة أخر كنت أعشق الاحساس به
كنا نجتمع عند شجرة السدره كبير في بيت جدي ..انا وبنات عمي , ننقش كل أمانينا
على لحاء تلك الشجره العتيقه ..نحفر اول أحرف أسامينا عليه ..ثم بخجل نحفر لاحرف أسماء من عشقاء قلوبنا ,لحظات قبل غروب الشمس ..وصوت يصدح بالاذان ..نلتف حول الشجره فنقرأ للمرة الاخيره مانقشناه وماحفرت من آماني ..
كنت اهرب كلما اصابني الحزن الى تلك الشجره ..أتأملها وأنا اتحسس تلك النقوش باصابعي , كم مر من سنوات وكم كبرنا فجاء !
ولم نعد نلتقى تحت هذه السدرة ..ولم نعد نحفر أمانينا فيها ..ولم يعد أحرف أسمائنا واضحة الان ..وقد بلى لحاء الشجر وسقط اغلبه ..
ابحث عن حرف كانت قد نقشته بجانب حرف أسمي ..لم يعد موجود ..قد تأكله الزمن ..
كانت تمثل لي سعادة من نوع أخر .. سعادة كانت مختزلاً في قلب احب يوماً ما ..




-: ألا تجد حديثك مبالغاً فيه ..الذي اقصده لم يعد احد يبحث عن السعاده بمفهومه التي تتحدث عنه
اصبح هناك من يكتفي بأدنى درجات الرضى .وتسليم به
-: شيء حزين بالفعل ان يفقد الانسان هذه اللذه ..لو علم ماذا يكون فيه لما اكتفى فقط بأدنى درجه
-: ولكنه هذه واقعنا !! انت تتحدث كالخيال ..بينما الواقع قد يكون حتى ناتج تلك المجهود المبذول لا تتساوى
مع ما قدمه من جهد
-: اذا عليه لإ يكتفي ..ان يكافح أكثر !! كيف يحقق مايسعى اليه اذا اكتفى بالتذمر والشكوى !
-: قد لا يتذمر او يشتكي ..ولكنه لا يوجد مايقدمه أكثر ! اليأس احيانا قد يقتل
-: يقتل أذا توقف فجاء عن سعيه ..وهنا يظهر الناجحون




أحيانا !! .. أحب الاختلاء لوحدي ..ادور تكراراً حول نفسي في غرفتي كما كنت افعل وانا صغيره .. غرفتي ..
طالما كانت صندوق اسراري الصغيره ..ابحث بين رفوف احد الادرج هناك ..عن رزمة أوراق ..امسكها ..أمررها تحت أنفي استنشق رأحتها .. مازالت تحمل رائحته
..لا أفتحها أو أقرأها ..فقد حفظت جميع ماكتب بها ..أعيد أرجاعها الى حيث مكانه بأمان ..رؤيتي لتلك الرسائل يشعرني مجدداً كم كنت محبوبه ..كم كانت تتجسدني الحياة
لكن الزمن تغير الان ..لم يعد هذه احد القصص الخياليه التي تنتهي بزواج المحبوب من الفتاة التي يحبها
بل اصبح بسفره وابتعاده ..ثم زواجه من أمرأة لا يعرفها ..وتركه قلباً معلقاً ..تحطم الى لآلآف القطع




-:ماهي السبل التي تتبعيه أذا أردتي أسعاد نفسك ؟ وتذكري قد لا تحتاج الى أمر عظيم
فحتى اتفه الامور قد نجد بها سعادة تفرحنا
-: قد تكون أي أمر أرفه بها عن نفسي ..رغم اني لا اومن بسعاده وقتيه تتلخص لدقائق او ساعات
-: ولكنها قد تكون كافيه لازالة جزء من احباطنا اليومي ..
-: وان يكن ! فلا شيءيستحق حقاً
-: كيف ذلك ؟
-: عندما تكون قلبك معلقة بأمور ..ثم تكتشف زيفها بعد حين
-: وكيف تم تزيف قلبك
-: ان يتم قتله ..ان تتم خيانته
-: القلب لا يخان ..بل العقل
-: وهل يحب الشخص بعقله ؟ ان الحب مرتبط بالقلب
-: الحب ماهي لإ عمليه ونشاط تحدث بتفاعل عناصر كيمياء في الدماغ تسبب في حصول هذه اللحظه السحريه , هذه اللحظه وهذه الموجه من الشعور العارم ..والتي على أثره ترسل تلك الاشارات للقلب فيسبب في تسارع دقاته ..فما هي لإ عضواً يقوم بفعل مايأمره دماغه عليه!
فعملية الحب كلها من نتاج أدمغتنا ! لا قلوبنا !!
-: شيء ساخر حقاً ..
-: وأين السخريه ؟
-: اننا نعذب قلوبنا طول الوقت ..بينما هي نتاج أفعال عقولنا
-: انهما مكملان لبعضها .. لا نستطيع فصلهما
-: لطالما حلمت أن اكون كتلك الفتاة المستحيله في اغنية قارئة الفنجان .. ان يتعذب المحبوب للوصول الى قلب حبيبته ..
-: جميلة هي القصيده .. أجاد بها نزار قباني الوصف
-: بل أبدع العندليب الاسمر في غناءه ..كم يطربني سماعه حقاً ..اتوقع انك لا تطرب للفن الشرقي
-: لا اعلم ماهو طرب ؟ لإ مجرد تناغم صوتي يثير الجسد بالنشوه السمعيه ..
-: ألم تستمع لعمالقة الفن العربي ..الى ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وآسمهان..
-: للاسف لا ..
-: يبدو انك تميل الى الفن الغربي
-: لا أستمع حتى اليها
-: الى ماذا تستمع أذا؟؟
-: لم استمع الى أي صوت في حياتي ..!

يتبع ..