الجمعة، 29 يوليو 2011

اخر حواراتي مع سقراط الحكيم (1)




اول البعث (1)




( عندما تبتدأ الحياة مع شروق شمس أخر..
أحساس رائع تشعرها انك حي ..مجدد !!)

ــــــــــــــــــــــــــ


لا تبدو عالمنا حقا بهذه الصغر !
استطرد سقراط..
ولكن فضاءات التكولونجيا المذهل !! استطاع ان يجمعنا ..بينما انا في الغرب
وانت هناك تحدثينني من الشرق !
لم اكن اصغ جيدا لكلامه ..بل الاصح لم اكن أعي كثيرا ماكان يكتبه لي
طريقة حوارنا الوحيد ..عن طريق المحادثه النتيه ..وكما قال !!
يالها من تكولونجيا مذهله ..
في حقيقة الامر ..لم يكن يدعى سقراط بمعرفه النتي ..انا من ادعوه بهذه الاسم
حتى هو لا يعلم بذلك !! دعوته بها..
فـ حكمته وغزارة معرفته ..ولفلسفته وحتى حديثه في المنطق.. ابهرتني حد الوصل ان اعتقد ان سقراط أُحيي من جديد بيننا !!
حقيقه !! لا اعلم ماجذبني اليه .. او أي صدفة اوقعني أليه
وأذا كان هو صادفني ..او انا صادفته ..
لست من تلك الاشخاص الذين تجذبهم المواقع التي تهتم بجوانب الفكريه ..بل اني طالما رأيتها مجرد ثرثرات ممله تتخللها حوارات سقيمه لا تنتهي ..
ولكن في احد المواضيع التي شدتني ..وجدته اول الامر ..كم كان يبدو هادئاً
لا يهتم باسأت الاخر له ..غامضا ..له طابعا خاص غريب بعض الشيء!!
تجعله جذاب بطريقة ما ! ..ملفته !!
اصبحت ابحث عما يكتبه .. سواء من مواضيع او ردود لحوارته
لم اعلم الطريقة المثلى للتقرب منه ..وطالما كنت تلك الفتاة الحالمه التي تحلم بالامور وتعايشهاحتى قبل ان تتجسد الى واقعاً ..
استمر وجودي هناك لإجله .. ومازلت ابحث بين حروفه وكأني اغذي الروح به
كم كنت عطشى !!
لإ ان قرار ترك جميع هذه الهرطقات وانه عليه الالتفات جدياً الى دراسته _فهو طالب درسات عليا _ ولم يبتعث كي يقضيها ساعات تلو الساعات .. عبثاً .. وترك ماأتى لاجله ..
وعلى استحياء طلبت بريده الاكتروني ..وبسعادة قبل اضافتي
وهذا أنا !! ومن منذ تلك الوقت نخوض في تلك الجدلات ..
في الحقيقه لم يكن لي فكري الخاص ..بل لم يكن لي أي فكر انتهجه .. بكل بساطه كنت أسير كما سار به أفراد مجتمعي
ولإ الان !
اختلف وضعي ..
مع اول تعارف بيننا ..واول محادثه ..
سألني سقراط : ماأسمك ؟


.
هل أحسستم بيوم ما ..انكم تحملون أسماً لا يخصكم !!
اسماً طالما عشتم معه ..ولكن تبدوا غريبة عليكم
كنت من هؤلاء الاشخاص .. ماأن اقف امام المرآة ..حتى احسست انها لا تمثلني
لست انا ..ليست في شكلي الخارجي ..ليست في تكوين شخصيتي
كم جربت ان انسلخ من هذه الاسم ..
لكن هيهات !! والدي من أختار لي هذه الاسم ..وكم اعتقد انه يبعثل (الامل ) في حياة اجمل ..
كما كان يقول .. انتظرت أملاً ..فجأت أمل !
كنت انتظار والدي طال سبع عشر عاما !! ..وانجابي الذي انتظروه



.
أجبته -: اسمي أمل
-:جميل اسمك امل
-:امممم
-:لا يعجبك !!
-:لآ !!
-: حقا !! اجده جميل ..بل جميل جدا
-: لا اعتقد انه يمثلني ..بل لا اجد انها ثشبهني
اشعر انه يخص فتاة غير .. فتاة لا تشبني
-: لماذا
-:لا اعلم ..احساس بالضعف احمله !! عند منادتي بهذه الاسم
-: وكيف هذه !
-: كما اخبرتك .. احسه لا تمثلني ..

فأنا لست الامل التي طالما انتظروه !!


.
توفي والدي ولم اكمل العاشره من عمري ..تاركاً امي واختاً اخرى صغيره
كم عانت امي الكثير لتربيتنا ..في مجتمع ذكوري بحت ..عانت حقا الكثير
كنت اسمعها تهمس في أذن خالتي .. كم تمنيتها ان تكون صبياً!! لحمل الان عبئاً كبير علي
كم حاولت التمرد كثير في مراهقتي ..محاولت أثابت لوالدتي اني لست تلك الفتاة الضعيفه ..واني قادره على حمل أعباء الحياة معها ..



.
-: وماهو الامل اذا !! اذا كان أحلامنا مجرد أوهام نعلقها ..لا نستطيع تحقيقها
-: الامل في امور نحبها .. امور نعيش لاجلها ..لا أجد هذه أمور ..أكد اجزم اني ميته منذ زمناً بعيد
-: تحتاجين الى بعثاً جديد ..
-: وكيف ابعث أمل !
-: أمل !! والامل وما جمعها لإ آمال ..اذا اصنعي مجدك الخاص أخلقي لنفسك ذلك البعث ..
-: لا ارى في نفسي استحق مجدي الخاص !
-: نحن من نصنع المجد لاسمائنا.. وليست العكس
-: لكن هناك اشخاص ولدوا وأستحقوا ان يكون لهم مجدهم ولو حملوها بأسامهم
-: هراء !!
-: ولكن !
-: هل سمعتي بتوت غنخ آمون !
-: الفرعون المصري !! ومن لم يسمع به
-: كيف استطاع صنع مجده الخاص
-: لا أعلم ! ربما كان قائد فذ .. حاكم جبار .. باني حضارة عظيم !! لا اعلم حقا .. ربما
-: كلا !! لم يكن أي شيء مما ذكرتيه !!
-: اذا ماسبب مجده !
-: اسمه !! اسمه لا غير ..فهو حاكم فرعوني صغير استلم الحكم طفل ..ومات طفلاً لا يتعدى السابعة عشر ..في الحقيقه ليس له أي اعمال يذكر او انجاز يفخر
-: اذا اين مجده !! ولماذ حفظ اسمه
-: لم يحفظ أسمه لإ لانه كان قبره القبر الفرعوني الوحيد الذي احتفظ بالكنوز الملكيه كاملا .. فلم تمسه أيدي لصوص المقابر ..فحفظ كنوزه وآثاره وأصبحت مادة غنيه لدارسي الآثار والتاريخ لتلك الحقبه
-: فقط !! هذه فقط شهرة
-: أرايتي !! اسمه لم يصنع له مجداً ..رغم شهرته ..ولن يخلده بطلاً كالاسكندر او نبوخذ نصراو غيرهم
من عصر الابطال
-: هل حقا ترى استحق مجدي الخاص !
-: كلاً منا يستحق مجده !! ..ليست مجرد أعملاً عظيمه نقوم بها .. قد يكون حتى في أتفه الامور
-: هل يبنى المجد من تفاهه !!
-: التفاهه في وقتها ..لا في تقيمها كاعملاً عظيما لاحقاً
-:ومن يقيم هذه الاعمال
-: البشر.. الزمن ..المكان.. طلما كان تمجيد الملوك اختصاص الروائيين الذين يحفظون الاخبار ..ومنهم من نقش مجده في الصخور وصروح ..ومنهم من حفظها في الكتب وأخريين تغنت به القصائد .. وطبعا لا ننسى .. بعض الجنون !
-: الجنون !!
-: مجنون ليلى ! وأشعاره الخالده ..خلدته جنون قيس..مجداً من كأس جنون
-: لكن من خلد الاخر !! ليلى خلدت قيس ! ام قيساً خلد ليلى !!
-: رائع !! بدأتي تجيدين الفلسفة حقا ,,
ولان ابحث في داخلك ..كيف الطريقه المثلى للخلود
-: الخلود !
-: بالطبع الخلود .. فأي مجدا مستحق ليس له لإ الخلود ..حتى الاساطير خلد بمجد ابطالها
-: لكننا لسنا بأساطير !
-: وحتى الاساطير لم تكن لإ شخوص عادية .. رفضوا العيش كأناس عاديون ..وساروا في طريق امجادهم
فـ أخيليس (أخيل) البطل الاغريقي مات وهو يبحث عن مجده ..
-: هل يستحق المجد كل هذه التضحيه ! ان اموت لاجل !
من يحدد درجات هذه التضحيه؟
-: من يحددها آهواء الناس .. ومدى تقبلهم ان يكونوا ..اي درجات العظمه يردوا التدرج تحته
-: اذا !!!
-: اذا ؟؟
-: ماعلاقة المجد ..ببحثي عن امل مفقود ؟؟

..

يتبع

هناك 3 تعليقات:

  1. أبْجَدِيْتُكِ الْشَارِدَة أدْهَشْتَنِي كَثْيَراً ..
    مُتَابعِة (F) "

    ردحذف
  2. مرحبا بك غاليتي
    وأنرتي بوجدك المكان
    =)

    ردحذف
  3. ما اروع ماكتبته انا انسان لا اتشوق للقراء ولكن مكاتبته كان جدير للامي ان يتعلم القراءة لاجله .

    ردحذف